حسّان عطية موسى ، تجربة سودانية متكاملة بين الإدارة، الأكاديمية والعمل الإنساني
يعد الأستاذ حسّان عطية موسى، المولود عام 1938، شخصية سودانية بارزة، جمع في مساره المهني بين العمل الإداري، والخبرة الأكاديمية، والتخصص في قضايا اللاجئين وإدارة الكوارث، ليشكل نموذجًا نادرًا للقيادة الوطنية متعددة التخصصات.
المؤهلات العلمية
حصل حسان عطية موسى على بكالوريوس الآداب من جامعة الخرطوم عام 1963، قبل أن يتابع تعليمه في الخارج، حيث نال ماجستيرًا في علوم الأرض من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على دبلوم في التخطيط العمراني من كلية الآداب بجامعة الخرطوم.
علاوة على ذلك، خضع لتدريبات متخصصة في إدارة الكوارث بجامعة جنوب كاليفورنيا، ودورة متقدمة في إدارة الكوارث وتبادل الخبرات الدولية من جامعة الإمام محمد بن سعود في السعودية، ما أكسبه رؤية واسعة ومهارات عملية في التعامل مع أزمات النزوح والكوارث.
الخبرات العملية والمناصب
تميز مساره المهني بتنوعه وارتباطه مباشرة بخدمة الدولة والمجتمع، فقد عمل في الإدارة في عدة ولايات سودانية، ما أتاح له فهمًا عميقًا للجانب القانوني والاجتماعي للسياسات المحلية.
وكان من أبرز محطاته المهنية شغله منصب معتمد شؤون اللاجئين بالسودان في الفترة 1985–1987، حيث قاد جهود الدولة للتعامل مع موجات النزوح الداخلي في فترة حساسة، متجاوزًا التحديات الإنسانية والإدارية.
كما شغل أمين عام ولاية الخرطوم عام 1989، وتولى بعد ذلك أمانة ولاية الشمالية بين 1989 و1991، مؤكدًا قدراته على الإدارة العليا والتخطيط المؤسسي.
إلى جانب ذلك، عمل في المجال الأكاديمي كـ محاضر في معهد دراسات الكوارث واللاجئين بجامعة أفريقيا العالمية، ومحاضر في كلية الدراسات عن بعد بجامعة جوبا، كما شغل منصب مقرر لجنة المجتمع لدى مكتب الشؤون الإنسانية، وهو المنصب الذي يعكس اهتمامه المتخصص بقضايا اللاجئين وإدارة الكوارث.
المشاركات والإسهامات
كان للأستاذ حسان عطية موسى حضور بارز في المؤتمرات والندوات المحلية والدولية المعنية بقضايا اللاجئين والتخطيط العمراني، وقد أنتج مجموعة من الأبحاث والدراسات التي توثق خبراته العملية، وتطرح رؤى علمية وإدارية لمعالجة أزمات النزوح الداخلي.
أبرز إصداراته كتاب “النازحون من الداخل وتجربة السودان” (1987)، الذي يعكس خبرته الطويلة في التعامل مع النزوح الداخلي ويقدم دراسة معمقة لتجربة السودان في هذا المجال، ويعد مرجعًا هامًا لفهم أبعاد أزمة اللاجئين وأثرها على المجتمعات المحلية والسياسات الحكومية.
تقييم عام لمسيرته
يمكن القول إن الأستاذ حسان عطية موسى جمع بين الخبرة المحلية والدولية في إدارة الأزمات الإنسانية، ونجح في توظيف معارفه الأكاديمية في العمل الإداري والإنساني، مسهمًا في تطوير السياسات الحكومية وممارسات إدارة النزوح الداخلي في السودان.
يمثل مساره نموذجًا متكاملاً للقيادة الوطنية التي تجمع بين المعرفة، الخبرة العملية، الالتزام الإنساني، والتفاني في خدمة الوطن والمجتمع.

